تحقيق صحفي: أزمة مركز التنمية الشبابية بقنا الجديدة.. صراع على الإدارة ومعاناة للأهالى

كتب: شادى ادوارد
تتفاقم أزمة مركز التنمية الشبابية بمدينة قنا الجديدة، حيث يواجه سكان المدينة صراعًا حقيقيًا مع مديرية الشباب والرياضة بقنا، بعد قرار تحويل النادي إلى مركز تنمية شبابية. المناشدات تتوالى إلى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، للتدخل وإنهاء ما وصفه الأهالي بـ”التعنت” الإداري الذي يهدد مستقبل الأنشطة الشبابية والرياضية في المدينة.

أزمة الإدارة: تجاهل للكفاءات المحلية وتعيين من الخارج
وفقًا للائحة المنظمة لمراكز التنمية الشبابية، يُفترض أن يتم تشكيل مجلس إدارة يتكون من رئيس، ونائب، وأمين صندوق، وثلاثة أعضاء فوق السن، وستة أعضاء من الشباب، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء يتم تعيينهم من قبل وزير الشباب والرياضة. إلا أن ما يحدث في قنا الجديدة مخالف تمامًا لهذه اللوائح. مديرية الشباب والرياضة بقنا، بحسب شكاوى الأهالي، تتجاهل الكفاءات المحلية المتاحة في المدينة وتصر على تعيين أعضاء مجلس إدارة من خارجها.
يتساءل الأهالي باستغراب: “كيف يمكن لمجلس إدارة من خارج المدينة أن يدير شؤونها الرياضية والشبابية؟” المدينة تزخر بالعديد من الكفاءات والقيادات الشبابية القادرة على إدارة النادي بكفاءة، مثل الدكتور محمد همام والدكتور مؤمن، وهما مدرسان بكلية التربية الرياضية بجامعة جنوب الوادي، بالإضافة إلى الأستاذ محمد مصطفى، مدرس التربية الرياضية، وغيرهم الكثير من أبناء المدينة الذين يعرفون احتياجاتها جيدًا ويتواجدون بها بشكل دائم.
تصريحات الأهالي: معاناة يومية ومناشدات للتدخل
على لسان الأستاذ أحمد رسلي، أحد سكان مدينة قنا الجديدة، يتضح حجم المعاناة التي يواجهها الأهالي: “المشكلة ليست في القوانين، بل في تطبيقها. نحن هنا لدينا أفضل الكفاءات لإدارة النادي، فلماذا يتم تجاهلنا؟ هذا التعنت من مديرية الشباب والرياضة يعطي إشارة سلبية للأجيال الجديدة ويُضعف ثقتهم في المؤسسات. نأمل أن يتدخل الوزير لوقف هذه المهزلة وتصحيح المسار”.
واضاف أحد الأهالي قائلا الوضع يتجاوز مجرد تعين مجلس ادارة بل الأمر وصل إلي سلوكيات غير مقبولة تخيل أنه أثناء حفل تكريم الاطفال وتوزيع شهادات ترقي الأحزمة هذه لحظة فرح وسعادة لهم ولكنها تحولت إلي حزن ومرارة
عندما تم انقطاع للتيار الكهربائي ولا نعلم هل تم عن عمد ام ماذا حدث في تلك اللحظة
رؤية الخبراء: كفاءات مُهمَلة:
كما تحدث إلينا “محمد، ا” أحد سكان المدينة، عن أبعاد المشكلة من منظور أكاديمي وعملي: “من غير المنطقي أن يتم تعيين أشخاص من خارج المدينة لإدارة منشأة رياضية داخلها. نحن هنا لدينا خبرات وكفاءات أكاديمية وعملية في مجال التربية الرياضية، ونعرف جيدًا احتياجات شبابنا. تجاهل هذه الخبرات ليس فقط إهدارًا للموارد البشرية، بل يضمن فشل الإدارة في تحقيق أهدافها. لابد من تفعيل دور المجتمع المحلي وإعطائه الفرصة لإدارة شؤونه بنفسه، فهذا هو جوهر التنمية المستدامة”.
وفي محاولة للوقوف على أبعاد الأزمة، يأتي تعيين قيادات جديدة لتولي المسؤولية، فقد تم مؤخرًا تكليف الأستاذ بهاء شوقي مديرًا لمديرية الشباب والرياضة بقنا، وتعيين المهندس ياسر عبدالله رمضان رئيسًا لجهاز مدينة قنا الجديدة. يرى الأهالي أن هذه التغييرات قد تكون فرصة لإعادة النظر في الإجراءات المتبعة وتصحيح المسار، خاصة وأن القيادتين الجديدتين لم يمر وقت طويل على توليهما للمناصب، مما قد يمنحهما مرونة أكبر في التعامل مع المشكلة بعيدًا عن أي تراكمات سابقة.
يبقى السؤال معلقًا: هل يستجيب وزير الشباب والرياضة لمناشدات سكان قنا الجديدة، ويعيد الأمور إلى نصابها بتفعيل اللوائح وتعيين مجلس إدارة من أبناء المدينة، أم تستمر الأزمة وتظل أحلام الشباب معلقة في الظلام؟



